علوم حياتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مهارات ادارة الصف الدراسى

اذهب الى الأسفل

مهارات ادارة الصف الدراسى Empty مهارات ادارة الصف الدراسى

مُساهمة  Admin السبت مايو 14, 2011 9:01 am

مهارة إدارة الصف


تساعد معرفة المعلم للممارسات والعمليات التي تحدث داخل حجرة الدراسة في إدارة الصف بكفاءة وفاعلية ، أيضاً فإن الوقوف على الفروق الفردية بين التلاميذ ، وعلى أساليب تفكير التلاميذ ، يسهم في تحقيق التفاعل التام بين المعلم والتلاميذ ، وذلك بدوره يعمل على تحقيق النجاح في عملية إدارة الصف .

وبعامة فإن عملية إدارة الصف تتوقف على عوامل عديدة ومتداخلة ، ولعل من أهمها هو مدى اكتساب المعلم للتفكير العلمي الدقيق الذي يساعده على التحليل والربط بين الأحداث التي تحدث داخل حجرة الدراسة . ومن هذه العوامل نذكر أيضاً التخطيط لعملية التدريس ، والإمكانات المادية وغير المادية من منظور : التكلفة ، والعائد من الموقف التدريسي ( مخرجات العملية التعليمية ) ، وقوة العلاقات والصلات البينية بين المعلم والتلاميذ من جهة ، وبين التلاميذ بعضهم البعض من جهة أخرى . كذلك ، فإن الطاقة النفسية المتاحة والممكنة لكل من المعلم والتلميذ يكون لها دورها المؤثر في تحقيق إدارة الصف ، إذ أن معرفة المعلم والتلميذ لهذا الدور يجعلهما يدركان أنهما يعملان سوياً لتحقيق هدف واحد .

وحتى لا يحدث خلط في الأذهان ، يجدر الإشارة إلى أن عملية إدارة الصف ليست مجرد العملية الشكلية الروتينية التي تضمن استقرار وهدوء التلاميذ ، بحيث لا تحدث بينهم وبين المعلم أية خلافات ، وبحيث لا تحدث بين بعضهم البعض أية صدامات ، وإنما هي العملية التي ينبغي أن يخطط لها المعلم بذكاء وحذاقة لكي يضمن تحقيق أهداف الدرس الذي يقوم بشرحه ، وذلك من خلال جو تعليمي يسمح بالتفاعل بين جميع جوانب العملية التعليمية .

وتتوقف إدارة الصف على طبيعة المعلم نفسه ، إذ أن المعلم الديمقراطي هو الذي يؤمن بأهمية مشاركة التلاميذ له في التفكير والعمل من بداية الدرس وحتى نهايته . أما المعلم الدكتاتوري ، فإنه لن ينظر بعين الاهتمام للأدوار التي يمكن للتلاميذ القيام بها ، ولا يسمح لأحدهم بإبداء الرأي أو المناقشة إلا في أضيق الحدود .

أيضاً ، تتوقف إدارة الصف على إمكانات المعلم الذهنية وتمكنه من محتوى المادة العلمية ، إذ أن المعلم الذي يتميز بالتفكير الموضوعي الدقيق ، والذي يسيطر على جميع دقائق وتفصيلات المقرر الذي يقوم بتدريسه ، يستطيع أن يسيطر على الموقف التدريسي وفق الخطة الموضوعة لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة ، وذلك دون تعسف أو فرض الأمر الواقع على التلاميذ . بينما يفشل المعلم الذي لا يتمتع بالتفكير العلمي ، وغير المتمكن من المادة العلمية في إدارة الصف بسلاسة ويسر ، إذ غالباً لا يقتنع التلاميذ بتصرفاته الشخصية وبطريقة عرضه وشرحه للدروس ، فيضطر بدوره إلى إدارة الصف بطريقة قهرية وتصادمية .

كذلك ، تتوقف إدارة الصف على مدى إتقان المعلم لأساليب وطرق التدريس المناسبة ، وعلى معرفته خصائص ومطالب نمو التلاميذ ، فقد يكون المعلم متمكناً بدرجة كبيرة لجميع دقائق المقرر المكلف بتدريسه ، ولكنه لا يستطيع أن ينقل ما في ذهنه إلى أذهان التلاميذ ، لأنه لا يعرف السبيل الأمثل لتحقيق ذلك .

أيضاً تتوقف إدارة الصف على معرفة المعلم لخصائص ومطالب نمو التلاميذ ، وهناك خطورة تتمثل في عدم رعاية الفائقين ذوي القدرات العالية ، كذا عدم الاهتمام ببطيء التعلم ، إذ أن التلميذ النابه أو التلميذ بطيء التعلم أو التلميذ متدن التحصيل يتطلب أيا منهم مواصفات خاصة في التعامل معه .



إدارة الصف كنظام
يقتضي الحديث عن إدارة الصف كنظام أن نوضح أن النظام System بمثابة المجموع الكلي لأجزاء العمل التي يمكن الاعتماد عليها للوصول إلى الإنجاز المنشود ، ولتحقيق المطلوب أو النتائج أو المخرجات التي تم التخطيط لها واعتمادها بدقة .

فعلى سبيل المثال ، يمكن النظر إلى إدارة الصف كنظام على أساس وجود أهداف تم تحديدها سلفاً ، ونسعى إلى تحقيقها من خلال المواقف التدريسية داخل الصف ، وذلك عن طريق البرامج التعليمية التي يدرسها التلاميذ . وبالتالي ، فإن إدارة الصف كنظام تعني تحقيق مخرجات بعينها نتيجة مدخلات محددة تمر عبر شبكة من القنوات والاتصالات بين جميع أطراف الموقف التعليمي المتفاعل . وتتمثل هذه المخرجات في تحقيق إنجازات أو نواتج أكاديمية أو تربوية أو نفسية ، وفي صورة تصرفات عاقلة ومسئولة من جميع أطراف العملية التعليمية .

وهنا قد يقول قائل : " أن تحقيق الإنجازات والأغراض المستهدفة ، سواء أكانت أكاديمية أو تربوية أو نفسية ، لهو رد فعل طبيعي ومتوقع للتصرفات العاقلة والمسئولة من جميع أطراف العملية التعليمية " .

هذا صحيح ، ولكن عندما نقول أن مخرجات الموقف التدريسي تكون في صورة تصرفات عاقلة ومسئولة وذلك بجانب المخرجات الأكاديمية والتربوية والنفسية ، فإننا بذلك نؤكد على أهمية التفاعل بين أطراف الموقف التدريسي بما يحقق العلاقات والصلات البينية المتشابكة ووثيقة الصلة بين هذه الأطراف .

وتتحدد كفاءة إدارة الصف كنظام بمجموعة من المحكات ، وهي كما حددها " بنجهارت Banghart تتمثل في الآتي :

1 – الأداء Performance :

ويشير هذا المحك إلى مدى كفاءة النظام عندما يتعرض لحل مشكلة جديدة ، أو عندما يقدم حلول بديلة للحلول المتعارف عليها . لذا ، يكون من المفيد قياس الكفاءة بمقاييس ثبت صدقها وفاعليتها بالنسبة لهذا الغرض ، أو بمقاييس مقننة يتم تصميمها تحقيقاً لهذا الهدف .

وللتأكد من كفاءة أي نظام جديد ، يجب مقارنة هذا النظام الجديد بأنظمة قد ثبتت صحة كفاءتها وقدرتها على حل المشكلات ، وهذا ما يطلق عليه الإعتمادية ، والاتساق ، والاستقرار . والصدق الذي يرتبط بهذا المحك يسمى صدق التميز ، أو التنبؤ القيمي .

2 – التكلفة Cost :

المحك الثاني وهو التكلفة المتوفرة للنظام ، وهي قد تكون تكلفة ثابتة أو تكون تكلفة متغيرة . لذا ينبغي وجود أصول وثوابت واضحة للتكلفة ، من حيث العمالة والآلات والأجهزة ، وكل ما يندرج تحت مظلة النظام .

وعليه ، عندما تكون هناك بدائل لاختيار النظام ، يجب أن نضع في اعتبارنا التكلفة ثم العائد والكفاءة . وتفيد نظرية الاحتمالات وبحوث العمليات في تحديد تلك البدائل بدرجة كبيرة من الدقة .

3 – الفائدة Utility :

يعني اتخاذ القرار للاختيار من بين البدائل المطروحة . وبمجرد أخذ القرار ، لابد من السؤال عن الفائدة أو العائد أو القيمة الناتجة عن اختيار بديل بعينه دون بقية البدائل .

وإذا كان التخطيط في أبسط صورة له يعني كم يمكن أن ندفع لكي نحصل على أكبر عائد أو خدمة أو نواتج ، يكون من المهم أن يراعي النظام مقدار المردودات التي يمكن أن تعود علينا .

4 – الوقت :Time

إذا كان ما نسعى إليه من اختيار بديل بعينه دون بقية البدائل ، هو الحصول على أكبر عائد من الفائدة والكفاءة والأداء المتميز ، فينبغي أن يتحقق ذلك في أقل وقت ممكن ، إذ توجد علاقة بين التكلفة والوقت . وهي علاقة طردية ، أي كلما زاد الوقت زادت قيمة التكلفة .

ويمكن أن يستخدم في ذلك ما يعرف بالتخطيط والتحكم Planning and Control

وبعد أن حددنا المحكات التي على أساسها يمكن تحديد كفاءة إدارة الصف كنظام ، يجدر بنا طرح السؤال المهم التالي :



ما المقصود بمدخل النظام ؟

يهتم مدخل النظام بالعمليات التي تحدد الحاجات والمشكلات . لذا ينبغي أن نختار من بين البدائل ما يرتبط بالمشكلة ويؤدي إلى حلها . ويجب تحديد البديل أو البدائل التي يتم اختيارها باستخدام التقييم الدوري ، وباستخدام التقييم النهائي أو الجمعي .

وتستخدم " نظرية تحليل النظم " لتحقيق ما تقدم كنوع لحل المشكلات بطريقة منطقية ، وبذا تضع الأساس الفعال لتخطيط إدارة الصف .

وبعامة ، توجد العديد من الدلالات المنطقية المقنعة بأن " نظرية تحليل النظم " هي طريقة أكثر فعالية وذات كفاءة عالية بالنسبة لتحديد مخرجات الإدارة الناجحة للصف ، وبالنسبة لأسلوب التفكير الذي يركز على مسألة تحقيق الذات لجميع أطراف الموقف التدريسي .

وعليه ، تعطي " نظرية تحليل النظم " مؤشراً له دلالاته لمردودات العملية التعليمية داخل الصف ، إذ عن طريقها يمكن تحديد الحل المنطقي لأية مشكلة ، وبخاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن جميع الأداءات والممارسات التي تحدث داخل الصف بمثابة عمليات ، إذا تحققت بكفاءة فإنها تسهم في رفع كفاءة التنظيم للعمليات التربوية ، ولا تقتصر على رفع إدارة الصف الدراسي .

وتعتمد مخرجات إدارة الصف كنظام على الآتي :

v صحة البيانات التي استخدمت في تحقيق وتحليل المسائل العلمية التي يتم طرحها للدراسة والمناقشة داخل الصف .

v موضوعية الاستخدام الشخصي لنظرية " تحليل النظم " وارتباط أدواتها بالخطة المطلوب تنفيذها . فإذا ارتبطت أو استخدمت نظرية " تحليل النظم " في وضع خطة إدارة الصف ، ينبغي أن تتضمن الخطة الأدوات المناسبة التي تركز على التلميذ ، وبذلك يمكن التأكد من مستوى طموحه والوقوف على إمكاناته الذهنية والتحصيلية الحقيقية .

v قوة التفاعل الصفي من الناحيتين العلمية والتكنولوجية ، وبخاصة أن مقتضيات وظروف العصر تتطلب تطبيق العلم والتكنولوجيا في المستويات الحياتيه للأعداد المتزايدة من التلاميذ ، حتى تتحسن مستويات المعيشة لأولئك التلاميذ .

وبالرغم مما تقدم ، ينبغي التنويه بأن العلم والتكنولوجيا قد لا يكونان بالضرورة الأداتين الأمثل لحل مشكلات الإنسان .

إمداد وإعطاء التلاميذ الخلفية العلمية ، وإكسابهم القدرة على التفكير الموضوعي الدقيق ، حتى يستطيعوا مواصلة الدراسات العلمية في المستويات الأعلى ، وحتى تكون لديهم القدرة على استخدام التفكير العلمي في حل المشكلات الحياتية التي قد تصادفهم .وينبغي أن يدرك التلميذ أن حل أية مشكلة من المشكلات يمكن تحقيقه عن طريق :

! تقديم أكبر عدد ممكن من الحلول .

! اختيار أفضل البدائل في ضوء المحكات الملائمة لمن يقوم بعملية التخطيط لإدارة الصف .



ما المقصود بالتخطيط لإدارة الصف ؟

المقصود بالتخطيط التعليمي بعامة أنه العملية المتصلة المنتظمة التي تتضمن أساليب البحث الاجتماعي ، ومبادئ وطرق التربية ، وعلوم الإدارة والاقتصاد والمالية ، والتي تكون غايتها وهدفها النهائي أن يحصل التلاميذ على تعليم كاف ذو أهداف واضحة وعلى مراحل محددة تحديداً دقيقاً ، وبذلك يمكن لكل فرد الحصول على الفرص المناسبة التي عن طريقها يستطيع أن ينمي قدراته في شتى المجالات والميادين ، وذلك ينعكس أثره إيجابياً على إسهاماته المؤثرة والفعالة بالنسبة لما يقوم به من أعمال وأفعال ، وبالنسبة لما يقدمه من آراء ومقترحات . وهذه ، وتلك يكون لها دورها الفاعل في تقدم المجتمع في النواحي الاجتماعية والثقافية والعلمية والاقتصادية … الخ .

والتخطيط التعليمي يكون عملية مقصودة تهدف إلى استخدام طرق البحث العلمي في تحقيق الأهداف السابقة في ضوء احتياجات المستقبل وإمكانات الحاضر .

ويكون التخطيط لإدارة الصف بمثابة العملية العلمية المنظمة لدراسة مجتمع التلاميذ دراسة وافية وكافية ليقف المعلم على معرفة إمكانات كل متعلم على حدة ، وليعرف كيفية تطوير هذه الإمكانات نحو الأفضل ، باستخدام أساليب التدريس المناسبة ، وباستخدام التقنيات التربوية التي تخدم المواقف التعليمية / التعلمية ، وذلك باستخدام أساليب التقويم الحديثة والمتطورة ، بشرط أن يتحقق ذلك عن طريق مواقف تعليمية / تعلمية فاعلة ومتفاعلة بين جميع أطرافها ، وبذلك يتم مراعاة مطالب النمو الحالية للمتعلم ، كما أنه يكتسب في ذات الوقت كيفية مواجهة المستقبل ، دون صعوبات أو عقبات لأنه يعرف جيداً السبيل الأمثل للتعامل مع تلك الصعوبات أو العقبات .

وأخيراً فإن التخطيط العلمي بات السبيل لرسم إطارات العمل المستقبلي على المدى القصير والبعيد . وإذا كانت إدارة الصف بمثابة الأداة الرئيسية للتربية بالنسبة لتخريج الإنسان الصالح علمياً وسلوكياً ونفسياً وانفعالياً .. الخ ، فإن التخطيط لهذه العملية هو السبيل لتحقيق متطلبات التلاميذ في الرفاهية والعدالة الاجتماعية ، ثم تحديد الأسلوب الأمثل لتحقيق تلك الأهداف .



معلم الصف كقائد

تحتم طبيعة الموقف التدريسي أن يكون المعلم هو قائد الجماعة . وبعيداً عن مناقشة السمات الشخصية المتعارف عليها بالنسبة للمعلم والقائد على السواء ، ينبغي النظر إلى القيادة هنا في إطار دورين مهمين ، وهما المبادأة بتكوين الجماعة والاعتبار .

ويشير مبدأ تكوين الجماعة إلى أهمية تحقيق المعلم لأنواع من السلوك ، لعل أهمها : يجعل الطريق الذي يراه أو يتبعه واضحاً لجماعة الصف ، يحاول تجربة أفكار جديدة ، ينتقد العمل الضعيف ، يؤكد أهمية إنجاز العمل في الوقت المخصص له .

ومعلم الصف كقائـد ، عليه أن يوجـه ويتصرف وينسق العمل ، ويتخذ القرارات ، ويقوم " بمبادأت تكوين الجماعة " بهدف تنفيذ العمل والمهام المطلوبة .

وتشير الدراسات إلى أن المعلمين الذين ينالون أعلى تقدير لجوانب الشخصية كلها ، والذين يتمتعون بأعلى تقدير في مجال الشهرة يميلون إلى أن يقوموا بدور المبادأة بتكوين الجماعة خير قيام ، أيضاً ، تشير الدراسات إلى أن المعلمين القادة ذوي الكفاءة يؤدون الدور الثاني الخاص بالاعتبار خير أداء ، حيث يطلق على هذا الجانب مجال " العلاقات الإنسانية " لسلوك القائد .

وليحقق المعلم القائد الجانب المرتبط بالعلاقات الإنسانية ، ينبغي أن يقوم بأعمال بسيطة تجعل انضمام الفرد للجماعة أمراً محبباً إلى النفس ، وأن يقضي أوقاتاً طويلة مع التلاميذ ليستمع لآرائهم ويوضح في الوقت نفسه أبعاد ما يقوم به من عمل ، وأن يعامل جميع التلاميذ على قدم المساواة ، وأن يبدي استعداده لأن يقوم بعمل التغيرات المنطقية التي يطلبها منه التلاميذ ، وأن يحصل على موافقة جميع التلاميذ أو أغلبيتهم قبل البدء في العمل المرتبط بالأنشطة الجديدة ، وأن يتطلع إلى تحقيق الرفاهية الشخصية لجميع التلاميذ .

ما تقدم هو مختصر لصورة المعلم القائد الذي يهتم بالتلاميذ ، ويضع في اعتباره آراءهم واهتماماتهم ومشاعرهم ، وبخاصة أن التلاميذ الآن أصبحوا يقررون بأنفسهم العديد من أمورهم في نطاق التكوين الكلي لتنظيم الجماعة .

تأسيساً على ما تقدم ، يستطيع المعلم القائد تكوين جماعات جيدة من التلاميذ يمكنها أن تصل إلى أهدافها ، وأن تسهم في منح ألوان شتى من الرضا لأعضائها ، وأن يدركوا أهمية تنمية مفاهيم العملية الجماعية .

ومن المهم أن يدرك المعلم وجود التباينات بين جماعة الصفوف المختلفة التي تختلف في السن والنضج ، وفي القدرة العقلية ، وفي المكانة الاجتماعية – الاقتصادية ، وأن يدرك كذلك الاختلافات بين " شلل " الصف الواحد ، وأن يعرف أدوار هذه الشلل ، وكيف تتلاقى أو تتصارع باختلاف شخصياتها .

ويمكن للمعلم تطبيق الأفكار التالية لوضع حلول للمشكلة السابقة :

1) يمكن اعتبار الصف جماعة لها خصوصيتها ، ولها أهدافها التي تتضمن إنجاز مهام بعينها ، كما تتطلب تحقيق الرضا الذاتي والانسجام مع الجماعات الأخرى . وتفسر مهام هذه الجماعة في نهاية الأمر بتعلم كل فرد من التلاميذ .

2) بالرغم من أن جماعة الصف ينظر إليها كجماعة واحدة ، فأنه يمكن تقسيم هذه الجماعة إلى جماعات جزئية أو فرعية ، وقد تنسجم أو لا تنسجم هذه المجموعات الجزئية بعضها مع بعض . ويوجد اختلاف في كل صف فيما يتصل بمدى تقبل أو نبذ الأفراد الأعضاء في الجماعة الأم أو في المجموعات الجزئية . وهناك أدوار مختلفة وأنماط خاصة للسلوك يقوم بها أفراد بعينهم دون بقية الأفراد .

3) يقوم تفاعل بين معلم الصف مع الجماعة كقائد جيد على أساس إنجازه لدورين رئيسين ، وهما المباءأة بتكوين الجماعة والاعتبار ( السلوك الإنساني ) . وفي إطار هذين الدورين يوجه المعلم التلاميذ ، ويحدد المستويات ، وينظم المناشط ، ويندمج في جميع أوجه النشاطات التي يمارسها التلاميذ ، ويحترم أفكار التلميذ ومقترحاته وآراءه الشخصية . ويؤدي عدم القدرة على القيام بهذين الدورين أو رفض أدائهما ، إلى وجود العديد من المشكلات والصعوبات الخاصة بتفاعل التلاميذ بعضهم مع بعض ، كما أن المعلم يعجز شخصياً عن إنجاز العمل والمهام التي تتطلبها جماعة الصف .

4) يعتمد التعليم الفردي المعين على محتوى المناشط والممارسات التي يطلبها معلم الصف من التلميذ . كما أنه يعتمد أيضاً على طبيعة أفراد الصف ، وعلى السلوك القيادي للمعلم . وتؤثر جماعة الصف كما يؤثر المعلم بطريقة مباشرة في دافعية التلميذ نحو التعلم إيجاباً أو سلباً .

ويظهر تأثير سلوك جماعة الصف المباشر في مجالات التفكير الناقد ، وتكوين الاتجاهات ، وأداء المهارات الاجتماعية .

موضوعية المعلم في إدارة الصف

حيث أن المدرسة تفتح أبوابها للجميع ، بغض النظر عن مظهر التلميذ أو موطنه أو مكانته الاجتماعية ، لذا ينبغي أن تتلاءم برامج المدرسة مع سياسة الباب المفتوح .

ولكن ، يشير الواقع الفعلي أن بعض المعلمين أحياناً ما ينجذبون إلى تفضيل مجموعة بعينها من التلاميذ على حساب بقية التلاميذ . وربما لا يقصد المعلمون ذلك في كثير من الأحيان .

أيضا يلاحظ أن التلاميذ الذين ينحدرون من أسر موسرة يشغلون في أحيان كثيرة مراكز ممتازة في المدرسة ، كما أنهم يشتركون في النشاط المدرسي ، وينضمون بسهولة إلى الجماعات المدرسية ، ولا يتساوى معهم في ذلك التلاميذ المعوزون . وهنا يشعر التلاميذ المعوزون بالدونية والاضطهاد داخل المدرسة ، فينسحب بعضهم من المدرسة ويتركها نهائياً ، أما البقية الباقية منهم فسوف يمثلون شوكة في ظهر المعلمين ، إذ بسبب إحساسهم بأن المدرسة تعاملهم دون المستوى الإنساني المطلوب، وبطريقة أقل كثيراً من زملائهم الموسرين ، فإنهم يتحدون المعلمين بطريقة سافرة ، وتحدث منهم تصرفات غير لائقة ، قد تصل أحياناً إلى حد الصدام والتصادم المباشر .

لتفادي المشكلة السابقة ، وللخروج من الأزمات المتوقع حدوثها بين المعلمين والتلاميذ ذوي الدخول الاقتصادية المنخفضة أو الأوضاع الاجتماعية الغير عالية ، ينبغي على كل معلم موضوعي أن يجد إجابات دقيقة ومحددة عن الأسئلة التالية :

v ما الجماعات الاقتصادية والاجتماعية الموجودة في الصف ؟

v هل توجد توترات بين الجماعات التي يتكون منها الصف ؟

v ما مكانة كل جماعة من جماعات الصف في المجتمع ؟

إن الإجابة عن هذه الأسئلة السابقة تساعد المعلم في :

¨ تحديد نوع العلاقات بين الجماعات الموجودة في المجتمع الذي تخدمه المدرسة .

¨ تحديد المفاهيم التي يجب أن تستفيد منها العلاقات بين الجماعات الموجودة في الصف .

وهنا ينبغي التنويه إلى أهمية أن يواجه المعلم موقفه ومشاعره بموضوعية وصراحة تجاه الاختلافات بين جماعات الصف ، وأن يقنع نفسه بأهمية وضرورة تطبيق القانون الأخلاقي والقيمي الذي لا يضع حدوداً فاصلة بين التلاميذ غير مستوى التفوق والإجادة .

وينبغي أن يدرك المعلم أن تغيير الاتجاهات التي تركز على نبذ التلاميذ لبعضهم البعض إلى اتجاهات تركز على تقبل التلاميذ لبعضهم البعض ليس بالمهمة السهلة ، ولكنها ليست بالمستحيلة ، إذ من الممكن التأثير في هذه الاتجاهات عن طريق خلق جو مدرسي يسود فيه قبول الاختلافات بين الجماعات إلى حد كبير .

وتكمن المشكلة في إمكانية وضع المدرسة لخطة علاجية طويلة المدى لتستمر مع التلميذ طوال العمر المدرسي له ، كذا قدرة المعلم على وضع خطة مماثلة لتستمر مع التلميذ طوال العام الدراسي ، وبذلك يمكن للمدرسة بعامة وللمعلم بخاصة مواءمة واجباته مع مقدرة التلميذ ، والتقليل من المواقف التنافسية غير العادلة وغير الشريفة .

وعند وضع الخطة العلاجية – التي سبق الإشارة إليها فيما تقدم – ينبغي مراعاة المقترحات التالية :

1 - تقوي وتتدعم العلاقات الناجحة بين التلاميذ إذا تجنب المعلم إجراء مقارنات لا لزوم لها بينهم .

2 - إن التغيرات في الاتجاهات هي أيضاً تغيرات في المشاعر ، لذا يجب أن يقرن المعلم بين الحقائق والاعتبارات العاطفية لمساعدة التلاميذ على تغيير اتجاهاتهم .

3 - من الممكن أن تتغير اتجاهات التلاميذ عن طريق الخبرات المباشرة .

4 - أن يساعد المعلم التلميذ على تبصر وتفهم الحقائق ، أن يعمل المعلم على إكساب التلميذ التفكير العميق في أية خلافات ظاهرة ، من الأمور المهمة التي تسهم في تغيير الاتجاهات السلبية للمتعلم .

5 - يجب على التلاميذ أن يروا ويتعلموا عن الأشخاص الأفذاذ والمكافحين الذين تمكنوا من الوصول إلى مراكز اجتماعية عالية وسمعة طيبة .

6 - حيث أن السلوك الظاهري قد يختلف في أحيان كثيرة عن الدوافع الكامنة ، لذا يجب أن يلجأ المعلم إلى المتخصصين ليفهم التناقض بين قول وفعل بعض التلاميذ ، وليعرف الاحتياجات الحقيقية للمتعلمين .

7 - يحتاج التلاميذ إلى معاونتهم على فهم وشعور وأحاسيس بعضهم البعض ، حتى يتحقق التجاوب الكامل بينهم .

8 - يستطيع المعلم أن يستفيد من مواقف التشاحن والاحتكاك التي قد تحدث بين التلاميذ وتخل بنظام الصف ، وذلك بجعل موضوع أي مشكلة مادة للتدريس والمناقشة داخل الصف ، وبذلك يساعد على حل هذه المشكلة ، ويقرب وجهات النظر بين أطرافها .



العوامل المؤثرة في إدارة الصف :

يمكن تقسيم العوامل التي تؤثر في إدارة الصف إلى خمسة ميادين عامة وهي :

v الجو المادي والعاطفي والاجتماعي السائد داخل حجرة الدراسة .

v مشاركة التلاميذ في إدارة الصف .

v التفاعل بين أطراف العملية التعليمية / التعلمية .

v التماسك بين أطراف الموقف التدريسي .

v مطالب العمل داخل حجرة الدراسة .

وينبغي التنويه إلى أن هذا التقسيم صناعي وتعسفي في الوقت نفسه إذ لا يمكن فصل أحد العوامل عن بقية العوامل الأخرى ، كما أن العوامل في ميدان من الميادين تتفاعل في العادة مع العوامل في الميادين الأخرى . لذا فإن الهدف من التصنيف المنطقي السابق هو ملاحظة وتحليل الطرق والأساليب التي تتبع في إدارة الصف بسهولة ويسر .

وفيما يلي نتطرق بالحديث التوضيحي عن الميادين الخمسة السابقة :

1 – الجو المادي والعاطفي والاجتماعي السائد داخل حجرة الصف .

عند الحديث عن الجو المادي ، فإننا نقصد بذلك حجم حجرة الدراسة ، ونوع المقاعد ، والتهوية ، والإضاءة ، والبعد عن عوامل التشتيت . فإذا توفرت العوامل السابقة بدرجة مناسبة ، تكون حجرة الدراسة من العوامل المساعدة على وجود التفاعل بين أطراف العملية التدريسية .

أيضاً ، يكون لحجرة الدراسة جوها العاطفي ، فقد يكون الجو العام بين المعلم والتلاميذ جو صداقة غير شكلي ، كما يسمح للمتعلمين إبداء آرائهم ويمنحهم الأمن والطمأنينة بحيث لا يشعرون بالأذى نتيجة رفض مقترحاتهم أو نتيجة تقديم استجابات خاطئة بالنسبة للقضايا والمسائل التي يطرحها المعلم ، وذلك يساعد المعلم على الوصول إلى أعلى مستويات العمل من ناحية التلاميذ ، كما يساعد شخصياً في إدارة الصف بسلاسة ويسر .

وبالنسبة للجو الاجتماعي داخل الصف ، ينبغي أن يغض المعلم طرف نظره عما بين التلاميذ من تفاوت اجتماعي ، وبذلك يخلق المعلم جواً دراسياً يشعر فيه جميع التلاميذ بحرية المشاركة ، وبأهمية تقديم اقتراحاتهم وآرائهم وأفكارهم ، ومن المهم أن ينادي المعلم كل متعلم باسمه مباشرة ، فذلك يشعره أنه على قدم المساواة مع بقية زملائه ، كما يوثق العلاقات الشخصية في معرفة كل منهم للآخرين .

ويتكون الجو العاطفي ويستمر إذا ما استطاع كل من المعلم والتلميذ التركيز على :

‌أ - أن يتقبل كل منهما أفكار الآخر ( وليس من الضروري أن يتفقا معاً ) .

‌ب - أن تتسم العلاقة بينهما بالصداقة وحسن التقدير .

‌ج - أن يساعد المعلم كل متعلم على الشعور بحرية المشاركة في المناقشة .

‌د - أن يزيل المعلم التوتر الذي ينتاب بعض التلاميذ ، كما يجب أن يشارك بثقله في حل الصراعات الشخصية التي قد تنشأ بين بعض التلاميذ .

‌ه - أن يحلل المعلم أفكار التلاميذ ، ولا يكون حكماً أخلاقياً على أداءات التلاميذ بدون مبرر أو بدون داعٍ .



2 – مشاركة التلاميذ في إدارة الصف :

إن مشاركة التلاميذ في إدارة الصف تختلف من موقف تدريسي إلى آخر ، إذ أن هذا الاشتراك يتوقف على مدى اهتمام كل متعلم على حدة بموضوع الدرس وعلى إقباله عليه ، وعلى تحرره من المؤثرات الخارجية .

وتوجد عدة طرق لزيادة مشاركة التلاميذ في إدارة الصف ، فالتلاميذ جميعاً يجذبهم الجو المدرسي الذي يتصف بروح الصداقة ، وأيضاً مما يزيد مشاركة التلاميذ أن يمنحهم المعلم الاعتبار الشخصي اللائق ، وأن يكلفهم بإنجازات لها تقديرها وبأعمال لها وزنها النسبي ، بحيث تحقق هذه الإنجازات والأعمال حاجة التلاميذ واهتماماتهم الشخصية .

وجدير بالذكر أن المشاركة في التعيينات والتكليفات التي يتحمل مسئولية تحقيقها التلاميذ يمكن أن تزداد من داخل جماعة التلاميذ أنفسهم ، إذ يمكن لأي متعلم عادي بمساعدة الآخرين له أن يحقق أدواراً لها قيمتها . ويمكن زيادة دور التلاميذ في إدارة الصف عن طريق توزيع الأدوار والمهام التعليمية على التلاميذ ، كإعداد الوسائل ، والتخطيط للرحلات والزيارات ، ودراسة المشاكل وتقديم الأفكار والمقترحات الخاصة بها .

ومن المفيد لتشخيص مشاركة التلاميذ في إدارة الصف ، أن يقدم المعلم للمتعلمين بصفة دورية ( كل شهر مثلاً ) استفتاءاً كمقياس لتقدير مستويات أدائهم . فعن طريق إجابة التلميذ عن الأسئلة المتضمنة بالاستبيان ، والتي قد تكون على النمط :

× ما الذي توقعت إنجازه في هذا الدرس ولم يتحقق ؟

× ما رأيك في الجو الذي ساد حجرة الدراسة أثناء الحصة ؟

× ما أوجه القوة والضعف في ممارساتك التي قمت بها ، وفي أداءات التلاميذ ؟

× ما الذي يمكن عمله لكي يكون مناخ الصف أكثر فاعلية وتفاعلاً ؟

× ما اقتراحاتك بشأن تعديل إدارة الصف نحو الأفضل في الحصص القادمة ؟

يمكن توضيح الأهداف المقصودة من العملية التعليمية / التعلمية ، وجعل التلاميذ على اتصال مثمر ومستمر بالمعلم وببعضهم البعض ، كما تفتح الأسئلة السابقة الطريق لجميع التلاميذ للمشاركة في الدرس ، وفي سير المناقشات حوله .



3 – التفاعل بين أطراف العملية التعليمية / التعلمية :

توضح الدراسات أن كثافة الصف من الأمور المهمة في تحقيق التفاعل بين أطراف العملية التربوية . فمن غير المعقول أن يشارك جميع التلاميذ في فصل كثافته خمسين فرداً أو أكثر في قيادة الصف وتحمل المسئولية . في هذه الحالة ينقلب الصف إلى سوق عكاظ ، ولن تتحقق الأهداف المنشودة من مشاركة التلاميذ في إدارة الصف ، إذ كلما كبر حجم المجموعة زادت مشكلات الاتصال الفكري بين الأعضاء زيادة كبيرة .

وعليه ، إذا كانت كثافة الصف مرتفعة ، فيمكن للمعلم أن يرسم خريطة بالأدوار التي يمكن أن يقوم بها كل متعلم ، ويناقش التلاميذ في توزيع الأدوار عليهم في اللقاء الأول ، ومن خلال هذه الخريطة ، سوف يعرف كل متعلم الأدوار المطلوبة منه ويقبلها أو يرفضها أو يعدلها وفقاً لقدراته الخاصة . ولذا فإن التلميذ الذي قد لا يكون له أية أدوار خلال حصة أو حصتين " لن ينزعج أبداً " لأنه يدرك تماماً أن الفرصة في المشاركة آتية في وقتها المناسب والمحدد بدقة .

ويجب تحقيق التوازن بين الوقت المخصص للمعلم والوقت المخصص للمتعلمين ، كذلك تحقيق التوازن بين الممارسات التي يؤديها المعلم والممارسات التي يؤديها التلميذون بأنفسهم ، ولتحقيق التوازن والاتزان ينبغي على المدرس أن يسعى جاهداً لتنفيذ التوصيات التالي :

¨ تشجيع التلاميذ ذوي القدرات العالية ، وتكليفهم بأعمال إضافية تتحدى ذكاؤهم قليلاً .

¨ مساعدة التلاميذ ذوي القدرات الدنيا ، وتكليفه بأعمال يستطيعون أن يحققوا فيها نجاحاً .

¨ تحليل ما يسهم به كل متعلم على أساس ما يسهم به المعلم شخصياً .



4 – التماسك بين أطراف الموقف التدريسي :

ترتبط درجة التماسك بين أطراف الموقف التدريسي إرتباطاً مباشراً باندماج التلاميذ فيما بينهم ، بشرط أن يساعد المعلم في تحقيق هذا الاندماج ويوضح أهميته . وتمتاز بعض الصفوف بدرجة عالية من التماسك الذي يقوم على أساس الصداقة المتبادلة بين التلاميذ .

ويحقق تماسك أية مجموعة من التلاميذ الهدفين التاليين :

v استمرار الجماعة في أداء الأعمال الموكلة إليها .

v الوصول إلى مستويات عالية من العمل الجماعي .

وعندما يعرف التلاميذ بعضهم بعضاً ، وعندما يفهم المعلم والتلميذ كل منهما الآخر ، تحدث ألفة جديدة بين أطراف الموقف التدريسي ، ويصبح الصف أكثر إنتاجاً وذلك لأن جماعة الصف يستطيعون الاتصال فيما بينهم بسهولة وفاعلية .

وبعامة ، فإن جماعة الصف التي تستطيع مناقشة مشكلات الروح المعنوية ، ومواجهة صراعاتها ، تكون أقدر على مواجهة ما يهدد تماسكها .

وجدير بالذكر أن تماسك جماعة الصف يتحقق بنفس الطريقة التي يتحقق بها الجو العاطفي السليم ، وكلما ازداد اشتراك التلاميذ ، والوقت الذي يقضونه في التعارف على بعضهم البعض ، فذلك يسهم في تنمية قوة التماسك بين جماعة التلاميذ .



5 – مطالب العمل داخل حجرة الصف :

إن الطرق والوسائل التي تستخدمها جماعة الصف لها علاقة كبيرة بفاعليتها . ولكي نضمن نجاح العمل داخل الصف ، يجب أولاً تعريف التلاميذ بالأهداف المقصودة من إنجاز العمل . ومن الأفضل أن يشارك التلميذ بنفسه في تحديد الأهداف المرجوة من عملية التعليم / التعلم داخل الصف .

وبعد تحديد أهداف العمل ، يجب إعداد خطة مرنة لبلوغ الأهداف التي شارك التلاميذ في بلورتها وصياغتها . ومن المفيد أن يكون التلميذ على معرفة بالطرق المختلفة للاتصال الفكري والدراسة والوصول إلى القرارات وبخاصة تلك التي تتوافق مع حاجات التلميذ الشخصية وإمكاناته الذهنية .

وينبغي عمل تقويم لكل ما يتم تنفيذه من الخطة أولاً بأول ، كما يتم عمل تقويم نهائي في نهاية الخطة ، أي بعد الانتهاء من تنفيذ جميع جوانبها ، ومن المفيد أيضاً أن تتبع جماعة الصف النمط التالي عند مناقشة مشكلاتها :

v التشخيص .

v اقتراح الحلول .

v الوصول إلى القرارات .

وينبغي أن يشرف المعلم بمساعدة بعض التلاميذ الممثلين لزملائهم على تنفيذ النمط السابق المقترح ، حتى لا تنحرف المناقشة عن طريقا المرسوم .



مقومات الإدارة العلمية للصفية

إن المعلم الكفء هو الذي يفكر دائما ، ويصر على النهوض بعمله وتحقيقه على أفضل وجه ، ويتبع الأساليب والخبرات العلمية في عمله ، فالمعلم الذي يتبع الإدارة العلمية للصف يستطيع بدرجة مقبولة الارتقاء بالتلاميذ العاديين أو النمطيين ، وتحويلهم إلى متعلمين يمكن تثبيتهم عند مستوى فوق المتوسط .

والسؤال :

وماذا عن التلاميذ النابهين والفائقين ؟

يستطيع المعلم صنع المعجزة ، إذ عن طريق إتباعه للإدارة العلمية يمكن تحويل هؤلاء النابهين إلى عباقرة ، كما يمكنه تجهيزهم ككوادر تستطيع تحمل مسئولية العمل القيادي في المستقبل .

ولكن : ما الدعامات التي ينبغي أن تقوم عليها الإدارة العلمية للصف ؟

ينبغي أن تقوم إدارة الصف على سبع دعامات ، هي على النحو التالي :

1 - تقسيم الأعمال الرئيسة في الصف ، ثم إعادة تقسيم كل منها إلى أعمال فرعية ، وهكذا حتى نصل إلى العناصر الأولية لكل أداء من الأداءات التي تتم داخل الفصل .

2 - دراسة وتحليل تلك الأوليات والفروع والأصول حتى يمكن الوصول إلى تحديد ما لا حاجة له ، أي حصر العمل الزائد الذي لا تحتاجه بالفعل إدارة الصف .

3 - دراسة وتحليل طرق أداءات وممارسات التلاميذ للأوليات والفروع والأصول ، بحيث يمكن – مع مراقبة بعض التلاميذ – الوصول إلى أفضل طريقة لأداء المتعلمين لكل حركة مع تحديد الوقت اللازم لأدائها .

4 - إنشاء سجلات للأعمال المختلفة والأوقات اللازمة لكل منها حتى يمكن إلى المستويات النمطية لكل الأعمال .

5 - إضافة وقت إضافي لمواجهة المفاجآت أو الحوادث غير المتوقعة التي قد تحدث داخل الصف .

6 - تحديد نسبة أخرى من " الزمن الإضافي " لمواجهة عدم المتابعة والتحصيل بالنسبة للتلاميذ بطيء التعلم .

7 - دراسة وتحليل الأدوات والأحوال المحيطة والمرتبطة بالأداءات والممارسات داخل الصف حتى يمكن العمل على تحسينها تحت كل الظروف ، وحتى يمكن وضع مستويات نمطية لتلك الأداءات والممارسات .



وبمزيد من الدقة يمكن تحديد أربع مزايا للطريقة العلمية في إدارة الصف ، وهي على النحو التالي :

v أنها تجعل لكل عمل " نظاماً " علمياً بدلاً من العشوائية السائدة في إدارة الصف .

v أنها تختار وتدرب التلاميذ علمياً وبطريقة منظمة على تأدية الواجبات المطلوبة منهم ، بدلاً من ترك ذلك للأهواء الشخصية للمعلمين .

v أنها تخلق رابطة بين جميع أطراف العملية التربوية ، يكون أساسها تأدية سائر الأعمال بطريقة علمية ، ولا تترك فكرة تحقيق التعاون بين هذه الأطراف وفقاً للأهواء الشخصية والظروف المتاحة .

v أنها تقسم مسئولية العمل بوضوح بين المعلم والتلميذ ، بدلاً من تركها حائرة بين الاثنين .



مشاركة التلميذ في إدارة الصف

يمكن أن تتحقق الديمقراطية في إدارة الصف عندما يشارك التلميذ في تشكيل الظروف المؤثرة على سير العمل داخل الصف ، وعندما يحترم المعلم التلميذ كإنسان ويعطي له الفرصة لكي ينمو ويعمل بما يتفق وميوله وقدراته .

وعليه ، فإن ديمقراطية إدارة الصف تركز على أهمية مشاركة التلميذ ، وإعطاء الفرصة له لكي يكون له رأي في المسائل التي تؤثر في حياته .

وجدير بالذكر أن مشاركة التلميذ ينبغي ألا تقتصر على القيام بالأعمال التي يقررها له المعلم ، ولكن ينبغي أن يكون له دور ونصيب في عملية التخطيط للقيام بالأعمال المطلوب تنفيذها .

والسؤال

لماذا يكون من المهم مشاركة التلميذ في إدارة الصف ؟

إن مشاركة التلميذ فيما يهمه من الأمور لها فوائد عديدة ، نذكر منها ما يلي :

¨ إن الاستفادة بمعرفة وبصيرة التلاميذ يزيد من فعاليات القرارات التي تتخذ والأعمال التي تنفذ .

¨ تشبع مشاركة التلميذ في التخطيط التي تعد والقرارات التي تتخذ حاجاته المختلفة ، وتناسب ظروف المواقف الصفية العديدة والمختلفة .

¨ تزيد مشاركة التلميذ في اتخاذ القرارات من اهتمامه وفعالياته في المواقف التدريسية ، وتجعله أكثر ميلاً وحماساً لما يقوم به ، وتقنعه بجدوى ونفع القرارات التي اتخذت .

¨ تتيح المشاركة الفرصة لكل متعلم كي يتعلم عن طريق النشاط الذي يقوم به .

والسؤال :

ما الآثار الجانبية السلبية لعدم مشاركة التلميذ في إدارة الصف ؟

إذا لم يشارك التلميذ في العمل أو في التخطيط للمسائل التي تهمه ، فيمكن أن يكون لذلك العديد من الآثار الجانبية السلبية ، نذكر منها على سبيل المثال ما يلي :

– عدم المبالاة وعدم الاهتمام بالأحداث المؤثرة والمهمة التي يموج بها الصف .

– الإحباط الناتج من عدم القدرة على التغلب على الصعوبات التي تقف في طريقة مشاركة التلميذ المشاركة الإيجابية .

– عدم الثقة في النفس ، وعدم التأكد من إمكانية المشاركة الناجحة إذا أتيحت الفرصة للمتعلم بالمصادفة للمشاركة في عمل من الأعمال .

– غالباً يوجه غير المشاركين نقداً لاذعاً ومتطرفاً إلى الآخرين الذين يشاركون في التخطيط للعمل أو في تنفيذ العمل .

– قد يشجع عدم مشاركة التلميذ نمو صفة الاعتماد الكامل على المعلم .

– عندما يفشل التلميذ في المشاركة الإيجابية الفعالة مع الآخرين ، فإنه غالباً يلجأ إلى اتباع أساليب سلبية للتسلية تستهدف إشباع الجانب العاطفي عنده .

وحيث أننا نعيش في مجتمع يتسم بتقدم العلوم بسرعة هائلة ، وبتراكم المعرفة ، وبالتغير في شتى المجالات ، فمن الصعب جداً قيام عمل أو صناعة دون التخطيط لمواجهة ما يطرأ من تغيرات . ويتطلب هذا التخطيط مشاركة قطاع عريض من المشاركين لضمان تحقيق النجاح ، وعلى نفس النمط ، فإن العمل داخل الصف يتطلب المشاركة الواعية الفعالة من المتعلمين .

والسؤال :

ما شروط المشاركة الواعية في ظل إدارة الفصل بنظام ديمقراطي ؟

يوجد شرطان رئيسان للمشاركة الواعية في ظل الإدارة الديمقراطية للصف ، وهما :

! يجب أن يكون هناك نظام للسلطة الاجتماعية التي يمثلها المعلم ، والتي يشترك عن طريقها التلاميذ فيما يهمهم شخصياً ، وفيما يهم مجتمعهم .

! يجب أن يتميز النشاط الذي يشارك فيه التلميذ بالكلية ، ويكون مناسباً لقدراته الذهنية والجسمية حتى يجد معنى للمشاركة ، وحتى يدرك الفرق بين المشاركة وعدم المشاركة .

وختاماً ، يمكن أن نحدد مقومات إدارة الصف الديمقراطي ، التي تتيح المشاركة الفعالة التامة للمتعلمين ، وهي على النحو التالي :

v ينبغي تركيز جهود المعلم بشأن مشاركة التلميذ في المسائل التي تهمه شخصياً .

v ينبغي أن تشمل فرص المشاركة أمام التلميذ على عملية وضع القرارات وتنفيذها .

v إن المشاركة غالباً ما تستمر وتؤدي إلى تحمل المسئولية ، وذلك عندما يدرك التلميذ نتائج أعماله وكيف أدت هذه الأعمال إلى النتائج التي حققها .

v ينبغي أن يشعر التلميذ بالفروق المهمة والجوهرية في شتى المناحي بين المشاركة واللامشاركة .





قوة التفاعل داخل الصف

عندما نتحدث عن قوة التفاعل داخل الصف ، يجدر بنا الحديث عن طبيعة عملية التعليم ، وخصائص البرامج التعليمية ، ودور كل من المعلم والتلميذ ومدير المدرسة ، وذلك ما نحاول استعراضه في الحديث التالي :

لا تهدف عملية التعليم فقط إلى توصيل المعرفة ، أو إكساب المهارات ، أو تنمية القدرات ، أو تفجير الطاقات الكامنة ، ولكنها بجانب ذلك تهدف إلى تحقيق النماء السوي للمتعلمين في شتى الجوانب : الروحية والخلقية والفكرية والنفسية والجسمية . كذلك ، تهدف إلى إعدادهم بالطريقة الصحيحة ليكون كل واحد منهم عضواً نافعاً وصالحاً في المجتمع الذي يعيش فيه ، ولا يقتصر الأمر على أن عملية التعليم توجه جل اهتمامها نحو المتعلمين فقط ، ولكنها تسعى – عن طريق وسائلها الخاصة بها – إلى تنمية المجتمع وتطوره ، وتحسينه نحو الأفضل ، بقصد تحقيق الأهداف النبيلة والقيم الإنسانية العليا.

إذن ، في نطاق التعليم المنوط بها ، والمهام التي تقع على كاهل المعلمين ، ينبغي أن يتسم البرنامج التعليمي الجيد بالخصائص التالية :

1) مراعاة ميول المتعلمين واهتماماتهم .

2) الشمول على موضوعات متنوعة ( ثقافية وعلمية وترويحية واجتماعية …. الخ )

3) استخدام طرق حديثة في تعليم موضوعات البرامج التعليمية .

4) يبدأ البرنامج وينتهي في الوقت المحدد .

5) يتوافر في البرنامج ما يحتاج إليه من المصادر ، مثل : المعلم الكفء ، أدوات التعليم الجيدة ، أساليب التقويم المناسبة ، القراءات الفعالة .

6) يتيح البرنامج الفرص المتعددة لتكوين صداقات بين أطراف عملية التعليم / التعلم .

7) يشجع البرنامج المتعلمين على العمل الدؤوب والذي يتسم بالإبداع والابتكار .

Cool يوفر البرنامج وسائل الراحة المادية والنفسية للمتعلمين .

9) يضيف البرنامج شيئاً جديداً ومثمراً إلى حياة كل متعلم .

10) يتيح البرنامج للمتعلمين الفرص المناسبة لتحقيق أهدافه .

Admin
Admin
Admin

المساهمات : 39
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
العمر : 33

https://oloumhyatna.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى